مَعَارِف إِلْهِيَّة : (423) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
17/03/2025
الدَّرْسُ (423) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (84) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « حقيقة الموت وما شاكلتها » ؛ فإِنَّ البعض حسب أَنَّ حقيقة الموت أَمرٌ عدميٌّ ـ أَي: انفصال الرُّوح عن الجسد ـ . لكنَّ الثابت في بيانات الوحي : أَنَّه أَمرٌ وجوديٌّ، أَي: حركة الرُّوح وخروجها من الجسد الغليظ، واِنْبِعَاثها في جسدٍ أَلطف، وهو: الجسد البرزخي أَو المثالي، إِذَنْ: الإِماتة نوع من الِارتباط والجذب الرُّوحي بين المُمِيت والمَيِّت، ومن ثَمَّ تحتاج عمليَّة قبض الرُّوح إِلى حضور المُمِيت ـ كـ: عزرائيل عليه السلام ـ وقربه وبُعده ومحاذاته الرُّوحيَّة الخاصَّة لروح المَيِّت، وَتَبَاشِره ومباشرته مع روحه لجذبها، والباري تعالىٰ مُنَزَّه عن جميع ذلك؛ لأَنَّه ليس بجسم ولا عقل ولا روح ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : نعم، يحتاج إِلى ذلك عزرائیل وجنده عليهم السلام ، ومن ثَمَّ ورد في حقِّه في بيانات الروايات: (أَنَّه يمرُّ علىٰ أَهل كُلّ بيتٍ في اليوم الواحد خمس مرَّات)، ومعناه: أَنَّه قد يحضر وقد يغيب. أَمَّا الباري عَزَّ وَجَلَّ ، فلا يتَّصف بهذا الحضور الُمتحيِّز بالجغرافية، أَو الحضور التَّعليقي بالرُّوح، أَو الِارتباط النَّفساني والغرائزي، أَو الغيبة الجغرافيَّة أَو التَّعليقيَّة أَو الرُّوحيَّة ونحو ذلك. وعلىٰ هذا قس نفخ الرُّوح ـ الَّذي يقوم به اسرافيل عليه السلام ـ؛ فإِنَّه يحتاج أَيضاً إِلى حضور وقرب وبُعد ومُحاذاة روحيَّة خاصَّة، وتباشر مباشرة، والباري جلَّ شأنه مُنَزَّه عن جميع ذلك، ومن ثَمَّ لا يجوز أَن يُقال: أَنَّ الله تعالىٰ مباشر للأُمور، وإِنَّما هو (علا ذكره) مُهَيْمِن ومُسيْطِر علىٰ الأُمور وقاهر لها. وبالجملة: إِسناد الفعل إِلى الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقَدَّسة لا يكون بمعنىٰ المباشرة، وإِنَّما بمعنىٰ الإِيجاد. وصلى الله على محمد واله الاطهار