مَعَارِف إِلْهِيَّة : (424) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
18/03/2025
الدَّرْسُ (424) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (85) / / كلمة (ثُمَّ) الواردة في بيانات الوحي المعرفيَّة / المراد من كلمة: (ثُمَّ) الواردة في بيانات الوحي المعرفيَّة ـ منها: 1ـ بیان قوله تعالىٰ: [وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى](1). 2ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «إِنَّ الله خَلَقَنِي وخَلَقَ عَلِيّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أَنْ يَخْلُقَ آدم عليه السلام حين لا سماء مبنيَّة، ولا أرض مدحيَّة، ولا ظُلْمَة ولا نُور ولا شمس ولا قمر ولا جنَّة ولا نار، فقال العبَّاس: كيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟ فقال: يا عَمّ ، لَـمَّا أَراد الله أنْ يخلقنا تكلَّم بكلمة خَلَقَ منها نوراً، ثُمَّ تَكَلَّمَ بكلمة أُخْرَى فَخَلَقَ منها روحاً، ثُمَّ مَزَجَ النُّور بالرُّوح ... فلمَّا أَرَادَ الله تعالى أَنْ يُنْشِئَ خَلْقَه فَتَقَ نوري فَخَلَقَ مِنْهُ العرش فالعرش مِنْ نوري، ونوري من نور الله، ونوري أفضل مِنَ العرش، ثُمَّ فتق نور أخي عَلِيّ فَخَلَقَ مِنْهُ الملائكة ... ثُمَّ فتق نور ابنتي فخلق منه السَّماوات والأَرض...»(2) ـ ليس معناها المعهود (التَّراخي الزَّماني)؛ إِذ العوالم الفوقيَّة ـ كعَالَم النُّور والسَّرمد (عَالَم الأَسماء والصِّفات الإلهيَّة) وعَالَم الدَّهر ـ ليست من عوالم الأَجسام ؛ كيما تكون لها : مقادير ، وزمان ، ومكان ، وهذا ما أَشار إليه بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله المُتقَدِّم ، بقوله: « ... حين لا سماء مبنيَّة ، ولا أَرض مدحيَّة ، ولا ظُلْمَة ولا نُور ، ولا شمس ولا قمر ...»، بل المراد: تراتب وتعاقب عوالم ، وإِنشاء ونشأة في عَالَم مُتأَخِّر؛ وَأَقلُّ كمالاً من سابقه. ومنه يتَّضح: عنوان : ( السبق ) و( التأَخُّر) الواردان في بيانات الوحي المعرفيَّة أَيضاً؛ فإِنَّ المراد منهما: أَطوار ومراتب كمال وعُلُوّ، واِنْحِطَاط ونقص في الكمال. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النجم: 7ـ 10. (2) بحار الأَنوار، 15: 10/ح11. كنز الفوائد: (مخطوط)