الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (425) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (425) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

19/03/2025


الدَّرْسُ (425) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الْفَائِدَةُ : (86) / / معاني: الفاعل الإِبْدَاعي والإِبْدَاع / إِنَّ للفاعل الإبْدَاعي والإِبْدَاع معان عِدَّة، ينبغي التَّفطُّن إِليها؛ كيما لا يقع الخلط والْاِلْتِبَاس لدى الباحث في أَبواب المعارف(1)، منها: 1ـ المُوجِد للشيء لا من شيء(2). 2ـ المبتكر لا على حذو مثال(3). 3ـ عَالَم المُجرَّدات عن: الجسم، والمقدار، والزمان، والمكان، والمادَّة الجسمانيَّة، وهو ما يُعبَّر عنه بـ: (عَالَم الدَّهر). 4ـ الإيجاد لا من شيء ولا علىٰ حذو مثال وشيء. وهذا المعنىٰ قد ركَّزت عليه بيانات أَهل البيت عليهم السلام كثيراً وفي موارد عديدة(4). وبالجملة: عنوان: (الإِبْدَاع) الوارد في بيانات الوحي والأَبحاث المعرفيَّة يُستعمل تارة ويُراد منه عوالم المجرَّدات ومخلوقاتها، ويُستعمل أُخرىٰ ويُراد منه عوالم الأَجسام اللَّطِيْفَة ومخلوقاتها. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) من مهارة البحث المعرفي: يقظة الباحث وتفطُّنه لتعدُّد وجوه ومعاني المعارف ومصطلحاتها. (2) أمَّا المُوْجِد للشيء من شيء فليس بفاعل إِبْدَاعيّ، ولا إِبْدَاع وإِنْ كان فعلاً إِلهيّاً، بل تخليق. (3) وهذا هو المعنىٰ اللُّغوي، والمُسْتَعْمَل في العرف العام. (4) على هذا المعنى وكذا الأَوَّل والثَّاني يصحُّ إِطلاق عنوان (الإبداع) على خلق العوالم الجسمانيَّة ـ كالسَّماوات والأَرضين ـ بخلاف الثالث. فعلى المعنى الأَوَّل يكون الباري سبحانه وتعالى بديع السَّماوات والأَرض؛ لأَنَّهما لم تُخلق من مادَّة، وكذا المعنى الثَّاني؛ فإِنَّها خُلقت لا على نحو مثال، وعليهما قس الرَّابع