مَعَارِف إِلْهِيَّة : (429) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
23/03/2025
الدَّرْسُ (429) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق ، نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ولكلِّ واحدٍ منها حواسِّه الخاصَّة ـ لكنَّها ـ رغم فعَّاليَّة الأُذن الشَّحميَّة ـ قد لا تكون تلك الآذان مُفعَّلة؛ إِمَّا لكثرة المعاصي(1)، أَو لعدم معرفة صاحبها كيفيَّة إِدارتها وتفعيلها، وحينئذٍ لا تلتقط الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلهيّ . وهذا ما أَشارت إِليه بيانات الوحي، منها: ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) ينبغي الِالتفات في المقام إِلى القضيَّة المُهمَّة التَّالية، وهي: / طاعة الله تزيد في تنمية الأَرض وبركاتها وعلىٰ ضدِّها المعصية / / اِصلاح النَّفس أَعظم طريق مُقَرِّب لظهور الُحجَّة عجل الله تعالى فرجه ولنصرة أَهل البيت عليهم السلام / / كُلُّ عملٍ لم يُرد به وجه الله جريمة اِفساد في حقِّ عوالم الخِلْقَة ومخلوقاتها / إِنَّه ورد في بيانات الوحي: «أَنَّ طاعة المخلوق لخالقه تقدَّس ذكره تزيد في تنمية الأَرض وبركاتها أَكثر مِمَّا تُعطيه الصناعات والمهارات والزراعة والتجارة وهلمَّ جرّاً». فأَمْوَاج الطَّاعات تؤثِّر علىٰ البيئة وعلىٰ الإِنسان والحيوانات والنباتات والماء والمطر والحجر والمَدَر وهلمَّ جرّاً. وقس علىٰ ضدِّها المعاصي؛ فإِنَّها ـ كالطَّاعات ـ تتجسَّم وبأَجسام غير مرئيَّةٍ تهلك الحرث والنسل، وتكون أَخطر علىٰ جملة البيئات من الكاربون وأَبخرة المصانع والنفايات الكيميائيَّة والنوويَّة والغازات الضَّارَّة. فلاحظ: بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «إِذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة، وإِذا طففت المكيال أَخذهم الله بالسِّنين والنَّقص، وإِذا منعوا الزكاة منعت الأَرض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلّها، وإِذا جاروا في الأَحكام تعاونوا علىٰ الظُّلم والعدوان، وإِذا نقضوا العهد سَلَّطَ الله عليهم عدوهم، وإِذا قطعت الأَرحام جعلت الأَموال في أَيدي الأَشرار، وإِذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، ولم يتبعوا الأَخيار من أَهل بيتي سَلَّطَ الله عليهم أَشرارهم فتدعوا خيارهم فلا يُستجاب لهم». علل الشرائع: 584/ ح26. 2ـ بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام ، عن مُحمَّد بن سنان: «أَنَّ أَبا الحسن عَلِيّ بن موسىٰ الرِّضا عليه السلام كتب إِليه فيما كتب من جواب مسائله: عِلَّة تحريم الذكران للذكران، والْإِنَاث للْإِنَاث ... انقطاع النسل، وفساد التَّدبير، وخراب الدُّنيا». علل الشرائع: 389/ح1. ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة. بل الوارد في بيانات الوحي أَيضاً: «أَنَّ المؤمن لو أَصلح نفسه بينه وبين ربّه لكان أَعظم طريق مُقَرِّب لظهور الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه من الجهد السياسي والِاجتماعي والأَمني والعسكري المبذول في سبيل ذلك». وبالجملة: أَعظم طريقٍ لنصرة أَهل البيت (صلوات اللَّـه عليهم) نصرتهم في معسكرات نفوسنا قبل البيئة السياسيَّة والْاِجْتِمَاعِيَّة والعسكريَّة والأَمنيَّة والمادِّيَّة وهلمَّ جرّاً، فلا تُنكث بيعة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في قلاع نفوسنا، من خلال المعصية؛ فإِنَّها نكث لتلك البيعة. بل كُلُّ شيءٍ أُريد به غير وجه الله تعالىٰ جريمة إِفساد في حَقِّ عوالم الخِلْقَة ومخلوقاتها. وَكُلّ ما دون الله ووجهه جبت أَو طاغوت أَو فرعون يُعبد من دون الله تعالىٰ