مَعَارِف إِلْهِيَّة : (431) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
25/03/2025
الدَّرْسُ (431) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق ، نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية ، لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ولكلِّ واحدٍ منها حواسِّه الخاصَّة ـ لكنَّها ـ رغم فعَّاليَّة الأُذن الشَّحميَّة ـ قد لا تكون تلك الآذان مُفعَّلة؛ إِمَّا لكثرة المعاصي ، أَو لعدم معرفة صاحبها كيفيَّة إِدارتها وتفعيلها، وحينئذٍ لا تلتقط الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلهيّ ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وهذا ما أَشارت إِليه بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله تعالى مُقتصّاً خبر أَهل النَّار: [وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ](1). 2ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «ما أَكْثَر الْعِبَر وأَقَلَّ الْاِعْتِبَار»(2). 3ـ بيان الإِمام الرِّضا عليه السلام ، عن مُحَمَّد بن عبد الله الخراساني، قال: «دخل رَجُلٌ مِنَ الزنادقة على الرِّضا عليه السلام ... قال الرَّجُل: فما الدَّليل عليه؟ قال أبو الحسن عليه السلام : إِنِّي نظرتُ إِلى جسدي ... عَلِمْتُ أنَّ لهذا البنيان بانياً فأقررتُ به، مع ما أَرىٰ من دَوَران الفلك بقدرته وإنشاء السَّحَاب وتصريف الرِّياح ومجرىٰ الشَّمس والقمر والنُّجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقَنات علمتُ أَنَّ لهذا مُقدِّراً ومُنْشِئاً. قَالَ الرَّجُل: فَلِمَ اِحْتَجَب؟ فقال أَبو الحسن عليه السلام : إنَّ الاحتجاب عن الْـخَلْقِ لكثرة ذنوبهم، فأَمَّا هو فلا يخفى عليه خافية في آناء اللَّيل والنَّهار»(3). ومِنْ ثَمَّ ورد في بيانات الوحي: صدور هواتف ونداءات من السَّاحة الإلهيَّة ـ كما في ليالي الجُمَع (4) ـ مُوجَّهة للبشر، لكن مَنْ الَّذي يلتقطها ويسمعها!! ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الملك: 10. (2) بحار الأَنوار، 71: 328/ح25. نهج البلاغة، 2: 217. (3) التوحيد: 245/ح3. (4) أنظر: بحار الأَنوار، 87: 164