الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (432) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (432) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

26/03/2025


الدَّرْسُ (432) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق ، نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية ، لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ولكلِّ واحدٍ منها حواسِّها الخاصَّة ـ لكنَّها ـ رغم فعَّاليَّة الأُذن الشَّحميَّة ـ قد لا تكون تلك الآذان مُفعَّلة؛ إِمَّا لكثرة المعاصي ، أَو لعدم معرفة صاحبها كيفيَّة إِدارتها وتفعيلها، وحينئذٍ لا تلتقط الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ ورد في بيانات الوحي : صدور هواتف ونداءات من السَّاحة الإلهيَّة ـ كما في ليالي الجُمَع ـ مُوجَّهة للبشر، لكن مَنْ الَّذي يلتقطها ويسمعها!! ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : بل ورد أَيضاً: أَنَّ بعض الحيوانات تسمع ما يجري في العوالم الأُخرىٰ الصَّاعدة ما لا يسمعه الإِنسان. فلاحظ: بيانات الوحي، منها: بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... إِنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى خَلَقَ الملائكة في صُوَرٍ شتَّىٰ، إلَّا أَنَّ للَّـه تبارَكَ وتَعَالَىٰ مَلَكاً في صورة دِيك أَبحّ أَشهب، براثنه في الأَرض السَّابعة السُّفلى وَعُرْفه مَثْنىٰ تحت العرش، له جناحان ... فإِذا حضر وقت الصَّلاة قَامَ عَلَىٰ براثنِهِ ثُمَّ رَفَعَ عنقه مِنْ تَحْتِ العرش، ثُمَّ صفق بجناحيه كما تصفق الديوك في منازلكم ... فَيُنَادي: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إلَّا اللهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ، لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً سَيِّد النَّبِيِّين، وأنَّ وصيَّه سَيِّد الوصيِّين، وأَنَّ الله سبوح قُدُّوس رَبّ الملائكة والرُّوح، قال: فتخفُق الديكة بأجنحتها في منازلكم فتجيبه عن قوله، وهو قوله تعالى: [وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ](1) مِنَ الدِّيَكَة في الأَرْضِ»(2). ودلالته واضحة. نعم، الواعز النَّفساني وما يدفع المؤمن إِلى فعل أَعمال الخير كالصَّلاة والتهجُّد والاِستغفار وسائر الأُمور العباديَّة نوع ودرجة سماع وشعور واستشعار الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلٰهيّ. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النور: 41. (2) التوحيد: 275 ـ 276/ح10