الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (434) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (434) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

29/03/2025


الدَّرْسُ (434) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْلُ الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (88) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « الكلام الإِلهيّ » ؛ فإِنَّ المراد من كلام الباريّ سبحانه وتعالى الوارد في بيانات الوحي ليس بالأَلفاظ المتعارفة؛ لاستحالتها في حقِّه سبحانه وتعالى؛ للزوم: الإِمكان، والحدوث، والحاجة، وإِنَّما المراد منه: الفعل، والإيجاد والفيض الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ يكون قضاءه سبحانه وتعالىٰ وأَقْدَاره الَّتي تجري علىٰ المخلوق كلام منه جلَّ ثناؤه مع المخلوق ، نعم يحتاج لترجمته وفهمه أُذناً واعية ، لكن: ليس المراد منها الأُذن الشَّحميَّة، بل اسم جنس مُشير إِلى آذان طبقات حقائق وذوات الإِنسان الصَّاعدة ـ فإِنَّ للإنسان طبقات من الأَبدان، ولكلِّ واحدٍ منها حواسِّها الخاصَّة ـ لكنَّها ـ رغم فعَّاليَّة الأُذن الشَّحميَّة ـ قد لا تكون تلك الآذان مُفعَّلة؛ إِمَّا لكثرة المعاصي ، أَو لعدم معرفة صاحبها كيفيَّة إِدارتها وتفعيلها، وحينئذٍ لا تلتقط الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلهيّ ، ومِنْ ثَمَّ ورد في بيانات الوحي : صدور هواتف ونداءات من السَّاحة الإلهيَّة ـ كما في ليالي الجُمَع ـ مُوجَّهة للبشر، لكن مَنْ الَّذي يلتقطها ويسمعها!! بل ورد أَيضاً: أَنَّ بعض الحيوانات تسمع ما يجري في العوالم الأُخرىٰ الصَّاعدة ما لا يسمعه الإِنسان. نعم، الواعز النَّفساني وما يدفع المؤمن إِلى فعل أَعمال الخير كالصَّلاة والتهجُّد والاِستغفار وسائر الأُمور العباديَّة نوع ودرجة سماع وشعور واستشعار الهواتف والنداءات الإِلٰهيَّة والكلام الإِلٰهيّ. وقد ثبت علميّاً: أَنَّ بدن الإنسان ـ فضلاً عن نفسه وروحه وسائر طبقات حقيقته ـ مزوَّد بأُمورٍ وطاقات وإمكانيَّات عظيمة ومهولة جِدّاً؛ وهبتها له يد السَّماء، لكنَّ صاحبها لا يُحْسِنُ إِدارتها وتفعيلها أَو قد قضى عليها بالخطايا والمعاصي ؛ وبالجملة: هناك طاقات وقدرات وإِمكانيَّات هائلة مُتِّع بها كافَّة البشر، لكنَّها لم تُفَعَّل، والمُعْضِلَةُ غَالِباً في إِدارتها . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وبهذا يتحطَّم اِعتراض مَنْ تطرَّف بأَوهامٍ بعثها التَّشكيك، وخواطر دفعها التَّوهُّم مِنْ عدم جعله من الكُمَّل كالأَنبياء والأَوصياء والأَصفياء، فإِنَّهم عليهم السلام عرفوا من أين تؤكل الكتف، ففعَّلوا ونَشَّطوا ما لديهم من طاقات وإِمكانيَّات وقدرات، ففازوا وسعدوا، بخلاف سائر البشر، وهذا ما يقتضيه عدله سبحانه وتعالىٰ؛ فإِنَّه لا يميِّز بين أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ. فلاحظ: بيانات الوحي، منها: 1ـ بيان قوله تعالىٰ: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ] (1). 2ـ بيان قوله تقدَّس ذكره: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ] (2). 3ـ بيان أَمير المؤمنين عليه السلام : «... إِنَّ حُكْمَهُ في أَهْلِ السَّماءِ وأَهل الأَرض لَوَاحِدٌ، ومَا بَيْنَ اللَّـه وبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ في إِباحَةِ حِمىً حَرَّمَهُ عَلَى العالَمين...» (3). ودلالة الجميع واضحة. وَمِنْ ثَمَّ يتَّضح: تفسير بيان قوله تعالىٰ: [وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ] ( 4). وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النساء: 40. (2) يونس: 44. (3) نهج البلاغة، خ (192): 316. (4 ) الأَنعام : 124