الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الإِلٰهيَّة ، من الدرس (1 ـ 200 ) | معارف ألهية (20)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

معارف ألهية (20)تفسير بيان اميرالمؤمنين عليه السلام : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» وبيانه : « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ

07/02/2024


الدرس : (20)/ بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين .لازال البحث في تفسير بيان اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ـ الكاشف عن بعض طبقات حقيقته الصاعدة ـ : «أَنا النقطة الَّتي هي تحت الباء» ، وبيانه عليه السلام ايضا: « أَنا النقطة أَنا الخطُّ ، أَنا الخطُّ أَنا النقطة، أَنا النقطة والخطُّ » ، ومر انه لتفسير كلامه الشريف هذا لابد من تقديم ثمان مقدمات ، تم الكلام عن المُقدِّمة الاولى في الدرس (6 ـ 8 ) ، وكانت تحت عنوان : (أَوَّل المخلوقات وأَشرفها حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة ) ، وعن المُقدِّمة الثانية في الدرس (9 ـ 10 )، وكانت تحت عنوان : (الصفات والأسمآء الإِلهيَّة مخلوقات إِلهيَّة) ، ووصل بنا البحث في الدرس (11 ) الى المُقدِّمة الثالثة ، وكانت تحت عنوان ( طبقات حقائق أَهل البيت عليهم السلام الصَّاعدة صفات وأَسماء إِلهيَّة ) ، وقد تقدمت بيانات و ادلة هذه المُقدِّمة ، ووصلنا ( بحمد الله تعالى ) الى العنوان التالي : ومن كُلِّ ما تقدم تتَّضح : كثير من بيانات الوحي ، وصل الكلام بنا الى البيان الثاني والثلاثون : 32ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن المفضّل بن عمر ، قال : «... فقلتُ له : يابن رسول اللَّـه ، فَعَلِيّ بن أبي طالب عليه السلام يُدخل مُحبّه الجنَّة ومبغضه النَّار أَو رضوان ومالك ؟ فقال: يا مفضَّل ... فَعَلِيّ بن أَبي طالب عليه السلام إِذاً قسيم الجنَّة والنَّار عن رسول اللَّـه صلى الله عليه واله ، ورضوان ومالك صادران عن أَمره بأمر اللَّـه (تبارك وتعالىٰ)، يا مفضَّل ، خُذ هذا ؛ فإِنَّه من مخزون العلم ومكنونه ، لا تخرجه إِلَّا إِلى أَهله»(1). 33ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «ما من شيءٍ ولا من آدمي ولا إِنسيّ ولا جنِّي ، ولا ملك في السَّماوات إِلَّا ونحن الحجج عليهم ، وما خلق اللَّـه خلقاً إِلَّا وقد عرض ولايتنا عليه واحتجَّ بنا عليه فمؤمن بنا وكافر وجاحد حتَّىٰ السَّماوات والأَرض والجبال الآية»(2). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ قد اتَّضحت. 34ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : « من صام أَوَّل يوم من شعبان... ومن صام ثلاثة أَيّام زاره اللَّـه في عرشه من جنَّته في كُلِّ يومٍ»(3). ودلالته قد اتَّضحت أَيضاً ؛ فإِنَّ بيان قوله عليه السلام : «زاره اللَّـه» أَي : زاره (اسم اللَّـه) ، وهو مخلوق من مخلوقات عَالَم السرمد والأَزل ؛ عَالَم الصفات والأَسمآء الإِلٰهيَّة : طبقات حقائق أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة، وهذا الاسم المُقدَّس أَحد طبقات حقائقهم صلوات اللَّـه عليهم الصَّاعدة، وحينئذٍ لا شبهة ولا إِشكال ، ولا يحتاج هذا البيان الوحياني الشَّريف إِلى تأويلٍ ؛ وحملٍ على معانيه المجازيَّة، كما كان ولا زال يُفعل بمثل هذه البيانات الوحيانيِّة وأَشباهها ونظائرها ، فيعمدون ويحتالون عليها بكُلِّ ما أُوتوا من قوَّة وصنعة ؛ لقصور عقولهم ، ولعدم تضلعهم ببيانات الوحي المعرفيَّة ، ويستخدمون معها اساليب وآليَّات وصنعة المخالفين ؛ أَعداء أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ؛ فيسقطون منها أُلوف الآلاف عن الحُجِّيَّة ؛ إِمَّا من جهة سندها ، أَو من جهة دلالتها من خلال الحمل على معانيها المجازيَّة. فالتفت. وهذا(4) كالأَوَّل(5) قتل للمعارف الإِلٰهيَّة ؛ معارف أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ليس إِلَّا ، وجناية وإضرار بدين الإسلام وبأَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم أَعظم من دون قياس وأشنع من جناية وإِضرار يزيد بن معاوية وجيشه (عليهم لعائن اللَّـه) بدين الإسلام وبأَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، لأَنَّ هؤلاء قتلوا الأَبدان وحرموا أَصحابها الحياة الدنيويَّة الزائلة ، بخلاف أُولئك ؛ فإِنَّهم يقتلون في كُلِّ لحظةٍ أَرواح وحقائق ومعارف وعقائد دين الإِسلام وأَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، ويقتلون الحياة الأُخرويَّة الأَبديَّة الدائمة ، فأيُّ جناية هذه ، و أيُّ إِضرار وظلم لأَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم هذا ، وللمسلمين والمؤمنين، بل للبشريَّة جمعاء ، بل لجملة المخلوقات ، مشمولة ببيانات الوحي الدَّالة على ظلم أَهل البيت صلوات اللَّـه عليهم ، منها : أَوَّلاً : إِطلاق بيان أَمير المؤمنين صلوات اللَّـه عليه : «ما زلتُ مظلوماً، لقد ظلمتُ عدد المدر والوبر»(6). ثانياً : إِطلاق بيان الإِمام الباقر صلوات اللَّـه عليه : «... ثُمَّ لم نزل أَهل البيت نستذل ونستضام ، ونقصىٰ ونمتهن...»(7). ودلالتهما واضحة. 35ـ بيان الإِمام الكاظم عليه السلام ، في تفسير بيان قوله تعالىٰ : «[فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ](8) قال : نحن هم ، نشهد للرُّسِل على أُممها»(9). 36ـ بيان الإِمام الرضا عليه السلام : «... بنا يُمسك اللَّـه السَّماوات والأَرض أَنْ تزولا ، وبنا ينزل الغيث ، وينشر الرَّحمة ...»(10). 37ـ بيان النَّاحية المقدَّسة : «... ونحن صنائع ربّنا ، والخلق بعد صنائعنا»(11). ودلالة الجميع قد اِتَّضحت ، ولا غبار ولا شائبة عليها. ... وتتمة البحث تاتي (إِنْ شآء الله تعالىٰ) ، وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المصدر نفسه ، 39 : 194ـ196/ح5. علل الشرائع : 65. (2) بحار الأَنوار ، 27 : 46/ح7. السرائر : 473. (3) من لا يحضره الفقيه ، 2 : 92/ح1824. (4) أَي: إِسقاط حُجِّيَّة بيانات الوحي المعرفيَّة عن الإِعتبار والحُجِّيَّة من خلال حمل أَلفاظها على معانيها المجازيَّة. (5) المراد من (الأَوَّل) : إِسقاط حُجِّيَّة بيانات الوحي المعرفيَّة من خلال تضعيف سندها. (6) بحار الأَنوار ، 109 : 46. (7)المصدر نفسه ، 44 : 68. (8) آل عمران : 53. (9) بحار الأَنوار ، 23 : 336/ح3. مناقب آل أَبي طالب ، 3 : 403. (10) بحار الأَنوار: 35/ح59. كمال الدين : 177. (11) بحار الأَنوار ، 53 : 178/ح9