مَعَارِف إِلْهِيَّة : (436) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
30/03/2025
الدَّرْسُ (436) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَة (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد العقائديَّة والمعرفيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (89) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « اِشتقاق لفظ ومعنى: (الْجِبْت)» ؛ فإِنَّه لا يبعد: أَنَّ بين لفظ ومعنىٰ: (الجب) ولفظ ومعنىٰ: (الْجِبْت) اِشتقاق لغويّ؛ فإِنَّ معنىٰ لفظ: (الجب): القاطع. ومعنىٰ لفظ: (الْجِبْت): القاطع للطريق الموصل للخير والسَّاحة الإِلٰهيَّة، كالأَصنام، وكُلّ ما يُعبد من دون اللّٰـه، ويُطاع من غير إِذنه تقدَّس ذكره، الصَّارف عن السَّبيل والصِّراط المُستقيم الموصل للخير والسَّاحة الإِلٰهيَّة. وعلى ضدِّه قام معنىٰ الآية الإِلٰهيَّة؛ فإِنَّها: الوسيلة، والصِّراط الحصري المُستقيم؛ والعاصم، والموصل لساحة القدس الإِلٰهيَّة والخير، والمُنجي من شبهة اِكتناه الذَات الإِلٰهيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة، ومن التَّشبيه والتَّعطيل . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : بعد الاِلتفات: أَنَّ الآيات الإِلٰهيَّة على نحوين: تارة تكون ناطقة وصاحبة دعوىٰ، وهذا النَّحو يصحُّ اِتِّصاف مَنْ يتَّبع تلك الآيات الإِلٰهيَّة بـ: (التَّصديق بها)، ومَنْ لَم يتَّبعها بـ: (التَّكذيب بها). وأُخرىٰ غير ناطقةٍ وليست صاحبة دعوىٰ، وهذا النَّحو لا يصحُّ اِتِّصافه بذلك؛ لكون صفة الصِّدق أَو الكذب في حقِّ هذا النَّحو من باب السَّالبة بانتقاء الموضوع؛ وذلك لاِحتياج مُتعلَّق الصِّدق(1)ـ أَي: التَّصديق بتلك الآيات ـ ومُتعَلَّق الكذب ـ أَي: التَّكذيب بتلك الآيات ـ إِلى تمتُّع الآيات الإِلٰهيَّة بالنُّطقِ اللِّساني؛ وأَنْ تكون صاحبة دعوىٰ. وإِنَّما يتَّصف هذا النَّحو ويُنعت من يعتقد بها ويتَّبعها بـ: (الإِقبال عليها)، وَمَنْ لا يعتقد بها ولا يتَّبعها بـ: (الإِعراض عنها). فانظر: بيانات الوحي المُشيرة إِلى هذا النَّحو الثَّاني، منها: 1ـ بیان قوله تقدَّس ذكره: [وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ](2). 2ـ بیان قوله جلَّ قدسه: [اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ](3). ودلالتهما واضحة. ولاحظ: بيانات الوحي الأُخرىٰ المُشيرة إِلى النَّحو الأَوَّل، منها : بیان قوله جلَّ قوله: [إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ](4). ودلالته واضحة أَيضاً . / أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ هم رأس هرم الآيات الإِلٰهيَّة الناطقة / وينبغي الاِلتفات : أَنَّ كمل المخلوقات هم الآيات الإِلٰهيَّة الناطقة ؛ رأس هرمها سيِّد الأَنبياء وسائرأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . فانظر بيانات الوحي ، منها : 1 ـ بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام ويعاب فيه مسلم، إن الله يقول: [وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ](5) » (6) . 2 ـ بيان تفسير علي بن ابراهيم ؛ لبيان قوله تعالى : « [وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ] (7) قال: آيات الله هم الائمة عليهم السلام » (8) . وصلى الله على محمد واله الاطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) مُتعلَّق: (الصِّدق) و(الكذب) في المقام هو: (الآِيات الإِلٰهيَّة). (2) الأَنبياء: 32. (3) القمر: 1ـ2. (4) الأَعراف: 40 . (5) الأنعام :68 . (6) بحار الأنوار،71 : 195/ح24 . مجالس المفيد : 73 . (7) النساء :140 . (8) بحار الأنوار، 31: 511/ح3 . تفسير القمي ، 1 : 156