مَعَارِف إِلْهِيَّة : (451) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
14/04/2025
الدَّرْسُ (451) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (102) / /اِسْتِعْمَالَات (الكيف) و (الأَيْنَ) الواردة في بيانات الوحي / إِنَّ لعنوان : (الكيف) و(الأَيْنَ) الواردين في بيانات الوحي اِسْتِعْمَالين : أَحدهما : يُطلقان ويُراد بهما سِنْخٌ ونَمَطٌ وُجُودِيٌّ غَنِيٌّ بالذَّاتِ ، وليسا هما عارضين أَو حادثين ، وهذا النَّحو يُثْبَتُ للذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة، وإِليه أَشارت بيانات الوحي منها : 1ـ بيـان تقريـر أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لسؤال الـجاثليق : «... قال: فأَخبرني عن اللّٰـه عَزَّ وَجَلَّ أَيْنَ هو؟ قال عليه السلام : هو ها هنا، وها هنا، وها هنا ...» (1). 2ـ بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : «سبحان مَنْ لَا يَعْلَم كيف هُوَ إِلَّا هُوَ ...» (2) . فيُراد من الأَيْن والكيف في هذين البيانين الوحيانيِّين وما شاكلهما : مُطلق الحقيقة والواقعيَّة الأَزليَّة المُقدَّسة. ثانيهما : يُطلقان ويُراد بهما الحقيقة والواقعيَّة الحادثة والعارضة ـ كـ : غضب المخلوق وحزنه وفرحه ـ ، وهذا النَّحو مَنْفِيٌّ بالضَّرورةِ الوحيانيَّةِ والْعَقْلِيَّةِ عن الذَّات الإِلٰهيَّة الأَزَليَّة المُقدَّسة. وإِليه أَشارت بيانات الوحي الْأُخْرَى ، منها : بيان سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله : «... إِنَّ الخالق... كيَّفَ الكيف فلا يُقال له : كيف ، وأَيَّن الأَيْنَ ، فلا يُقال له : أَين ...» (3) . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 30: 71. (2) بحار الأنوار، 3: 301/ح35. (3) بحار الأَنوار، 3: 303 ـ 304/ح40