مَعَارِف إِلْهِيَّة : (453) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
16/04/2025
الدَّرْسُ (453) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (104) / / مفهوم كلمة: (الجديد) / إِنَّ المعنى اللُّغَوِيّ لمفهوم كلمة: (الجديد) ليس ما هو مركوز في الأَذهان في العصر الرَّاهن ، وهو: (المغايرة)، بل الحيّ ، الغض الطَّري . ومنه يتَّضح : مفهوم ومعنىٰ : (مُجَدِّدُوا الدِّين) كصفةٍ ثابتةٍ في بيانات الوحي لأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ؛ و: (الإِتْيَان بدينٍ جديدٍ) كصفةٍ ثابتةٍ لمولانا الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه . فلاحظ : بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان الإِمام الباقر عليه السلام ؛ الوارد في حَقِّ الإِمام الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه : «يقوم القائم عليه السلام في وتر من السِّنين ... فوالله ، لکأنِّي أَنظر إِليه بين الرُّكن والمقام ، يُبايع النَّاس بأمرٍ جديدٍ ، وكتابٍ جديدٍ ، وسلطانٍ جديدٍ من السَّماء ...»(1). 2ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «لو قد خرج قائم آل مُحمَّد صلى الله عليه واله ... يقوم بأمرٍ جديدٍ ، وسُنَّةٍ جديدة ، وقضاءٍ جديدٍ ، علىٰ العرب شديدٍ ...»(2). 3ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : «... القائم عليه السلام ... يقوم بأمرٍ جديدٍ، وكتابٍ جديدٍ، وسُنَّةٍ جديدٍ، وقضاءٍ [جديدٍ]، علىٰ العرب شديدٍ ...»(3). ودلالتها قد اِتَّضحت ؛ فإِنَّ معناها : الإِتيان بإِسلامٍ حيٍّ حيويٍّ غضٍّ طريٍّ ، كما كان علىٰ عهد سيِّد الأَنبياء صلى الله عليه واله . وهذا ما تُشير إِليه بيانات الوحي الأُخرىٰ ، منها : الأَوَّل : بيان الإِمام الباقر عليه السلام : «إِنَّ قائمنا إِذا قام دعا النَّاس إِلى أَمرٍ جديدٍ كما دعا إِليه رسول الله صلى الله عليه واله ، وإِنَّ الإِسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ؛ فطوبىٰ للغرباء»(4). الثَّاني : بيان الدُّعاء لإِمام زماننا الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه في مكاتبته الشَّريفة : «... اللَّهُمَّ صلِّ على وليِّك المحيي سُنَّتك ... اللَّهُمَّ جَدِّد به ما مُحِيَ من دينِكَ، وأَحي به ما بُدِّلَ من كتابِك، وأَظْهِر بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ حتَّى يعود دينكَ بِهِ وعلى يديه غضّاً جديداً خالصاً مُخلصاً لا شَكَّ فيه، ولا شُبْهَة معه، ولا باطل عنده، ولا بِدْعَة لديه...»(5). ودلالته ـ كدلالة سابقه ـ واضحة. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار، 52: 235/ح103. (2) المصدر نفسه: 348ـ 349/ح99. (3) المصدر نفسه: 231/ح96. (4) المصدر نفسه: 366/ح147. (5) المصدر نفسه : 17/ح14