مَعَارِف إِلْهِيَّة : (454) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
17/04/2025
الدَّرْسُ (454) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية: / الفَائِدَةُ : (105) / مفهوم : (غَيْبَة الإِمام الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه)/ إِنَّ مفهوم : (غَيْبَة الإِمام الحُجَّة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه) فهمته أَجيالاً من الوسط الدَّاخلي فضلاً عن غيره ولقرون واعتقدت أَنَّ معناه : النئي والاِنْكِفَاء والاِنْقِطَاع والجمود والمُتاركة ؛ وعدم تحمُّل المسؤوليَّة ، فهي فترة ضُعْف شؤون الأُمَّة الإِسلاميَّة ، بل البشريَّة. لكنَّه : مناقض لحقيقة غيبته عجل الله تعالى فرجه ، فإِنَّ معناها : (الحضور مع إِخفاء الهويَّة) في مقابل الظُّهور، فهو عجل الله تعالى فرجه حاضر في كبد الحقيقة ، ويُكابد طوال هذه القرون المُتمادية في إِدارة شؤون البشريَّة ، وبمزيد اِستحكام في الإِدارة والنَّشاط والسُّلطَة والمسؤوليَّة ، وبمزيد من الإِصْرَار والتَّصَلُّب في الوصول لإِنجاز الغاية والهدف الإِلهيّ . إِذَنْ : فترة الغَيْبَة ليست فترة ضعف وخمول ، بل تنامي وازدياد قُوَّة . وهذا مفاد : أَوَّلاً : بيان الإِمام أَبي جعفر الباقر عليه السلام : «لا بُدَّ لصاحب هذا الأَمر من عُزْلَةٍ ، ولا بُدَّ في عُزْلَتِه مِنْ قُوَّةٍ ، وما بثلاثين مِنْ وحشةٍ ...»(1). ثانياً : بيان الإِمام أَبي الحسن الرِّضا عليه السلام : «... لَو خَلَت الأَرض طَرْفَة عَيْنٍ مِنْ حُجَّةٍ لَسَاخَت بأَهلها»(2). فعالمنا وأَسباب العيش في هذا الكوكب ، والأَمْنُ الصِّحِّيُّ والْإِدَارِيّ والْاِقْتِصَادِيّ والْأَخْلَاَقِيّ والأُسَرِيّ وهَلُمَّ جرّاً متوقِّف على إِدارته عجل الله تعالى فرجه ، فالأُسرة مثلاً إِذا أُبِيْدَت أُبيدت مُطْلَق المجتمعات البشريَّة، وهو عجل الله تعالى فرجه : الحَافِظُ والمُرَاقِبُ والمُدَبِّرُ لشؤونها. وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) كتاب الغَيْبَة، الشَّيخ الطوسي: 117. (2) بصائر الدرجات، 2: 427/ح1757 ـ 7. كمال الدِّين: 204/ح15