الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (465) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (465) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

28/04/2025


الدَّرْسُ (465) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (116) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « عنوان (اللُّغة) شامل لمعنى الثقافة وما شاكلها » ؛ فإِنَّ عنوان : (اللُّغة) توسَّع في العصر الرَّاهن ـ في بحوث العلوم : (الإِنسانيَّة)، و(الِاجتماعيَّة)، و(الحضاريَّة) وغيرها ـ ليشمل ـ بالإِضافة إِلى اللُّغة والأَلفاظ المعهودة ـ الثقافة ؛ فثقافة أَيّ مجتمعٍ وأَيّ بيئةٍ خاصَّةٍ لُغَة من اللُّغات العصريَّة ، فلكُلٍّ مِنْ الفقهاء ، والأَطباء ، والمهندسين ، والقانونيّين ، والسياسيّين ، والعسكريِّين والَأمنيِّين وَهَلُمَّ جَرّاً من سائر الأَصناف ثقافته ولُغَته الخاصَّة . بل الرَّائج في العصر الرَّاهن في العلوم والبحوث الإِنسانيَّة والِاجتماعيَّة والفلسفيَّة : أَنَّ صدق عنوان اللُّغة علىٰ هذا النحو أَحَقُّ من صدقه علىٰ لُغَة الأَلفاظ المعهودة .ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : / فلسفة اِستخدام النَّبيّ سليمان عليه السلام لعِلْمِ الفنِ والجمالِ / ومن كُلِّ ما تقدَّم تتَّضح : نُكْتَة وفلسفة اِستخدام النَّبيّ سليمان عليه السلام وتوظيفه لعِلْمِ الفنِ والجمالِ المُحلَّل ؛ للدعوة إِلى التَّوحيد . وهذا أَمْرٌ بَدِيعٌ كشفت عنه بيانات الوحي ، منها : بيان قوله جلَّ شأنه المُقتصّ لخبره عليه السلام مع بلقيس ملكة سبأ : [ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ] (1). فإِنَّه برهانٌ وحيانيٌّ ، وأَصلٌّ قرآنيٌّ مُشرِّع لجواز اِستعمال الفنّ والجمال في الدَّعوة الإِلٰهيَّة . ومعناه : أَنَّ نشر الدَّعوة إِلى الحقِّ لا يتوقَّف على البرهان العقلي والفكر الجاف ، بل أَدقُّ المعاني المُعقَّدة والصعبة يمكن تسويقها في أَذهان ونفوس وأَرواح البشر لإِيجاد الجذبات المعنويَّة في دخيلة ذواتهم ؛ بتوسُّط لُغَة الفن والجمال ؛ ولعلَّ بلقيس لم تستجب لِلُغَة البرهان العقلي كما استجابت لِلُغَة الفنّ والجمال ؛ نتيجة أَنَّها صاحبة فنون وسلطات وإِمكانيَّات دولة ؛ فلمست ـ من خلال إِمكانيَّات دولة النَّبيّ سليمان عليه السلام ؛ ومهاراتها الخارجة عن مُكْنَة قدرات دُوَل البشر ـ : التَّوحيد، لكن لا بلُغَة البرهان العقلي واللُّغة الفكريَّة ؛ والدَّليل الفلسفي أوالكلامي أوالعرفاني ، وإِنَّما ـ لمسته ـ من خلال لُغَة : (علم الفن والمهارات والجمال). وهذا ما يُوضِّح ـ كما تقدَّم ـ : نُكْتَة تعدُّد معاجز الأَنبياء والرُّسل عليهم السلام ؛ في السِّحر، والطب ، والنحت ، والفنِّ ، والبلاغة ، وَهَلُمَّ جَرّاً . وهذا ما نفتقده بشكلٍ اِستراتيجيّ كبير في الدَّعوة إِلى هدي نور الثقلين؛ فنحن أَتباع مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لم نستخدم الفنّ والجمال في جانبه المُحلَّل لجهة الخير والصلاح كما استخدمه أَعدائهم عليهم السلام لجهة الشرّ والفساد ونشر الرذيلة ، ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) النمل: 44