مَعَارِف إِلْهِيَّة : (468) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ
01/05/2025
الدَّرْسُ (468) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (116) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « عنوان (اللُّغة) شامل لمعنى الثقافة وما شاكلها » ؛ فإِنَّ عنوان : (اللُّغة) توسَّع في العصر الرَّاهن ـ في بحوث العلوم : (الإِنسانيَّة)، و(الِاجتماعيَّة)، و(الحضاريَّة) وغيرها ـ ليشمل ـ بالإِضافة إِلى اللُّغة والأَلفاظ المعهودة ـ الثقافة ؛ فثقافة أَيّ مجتمعٍ وأَيّ بيئةٍ خاصَّةٍ لُغَة من اللُّغات العصريَّة ، فلكُلٍّ مِنْ الفقهاء ، والأَطباء ، والمهندسين ، والقانونيّين ، والسياسيّين ، والعسكريِّين ، والَأمنيِّين وَهَلُمَّ جَرّاً من سائر الأَصناف ثقافته ولُغَته الخاصَّة . بل الرَّائج في العصر الرَّاهن في العلوم والبحوث الإِنسانيَّة والِاجتماعيَّة والفلسفيَّة : أَنَّ صدق عنوان اللُّغة علىٰ هذا النحو أَحَقُّ من صدقه علىٰ لُغَة الأَلفاظ المعهودة . ومنه تتَّضح : نُكْتَة وفلسفة اِستخدام النَّبيّ سليمان عليه السلام وتوظيفه لعِلْمِ الفنِ والجمالِ المُحلَّل ؛ للدعوة إِلى التَّوحيد . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : إِذَنْ : في جملة العلوم يقينٌ عَقْلِيٌّ ، لكنَّه لا ينحصر بالبرهان الْعَقْلِيِّ ـ خلافاً لِـمَا ادَّعاه أَرسطو ، وابن سينا ، وسائر فلاسفة المَشَّاء وفَلاسفة الإِشْرَاق ـ ؛ فلا ينحصر البرهان بِعِلْمِ الفلسفة ، ولا بِعِلْمِ الكلام ، ولا بِعِلْمِ العرفان ، وإِنَّما يعمُّ كافَّة العلوم ، ومن ثَمَّ يحصل لكثير من نوابغة علم الفيزياء وعلم الكيمياء ، وغيرهم من نوابغة سائر العلوم مُشاهدات عظيمةً ، وحالات انبهار مَعْنَوِيّ رهيبةً تُضعضع ذواتهم ونفوسهم ، ويشتدُّ بسببها خضوعهم وخشوعهم لساحة القدس الْإلَهِيَّة ، ويدركون ببركتها براهيناً عَقَلِيَّةً وعِلْمِيَّةً قد لا تحصل لفيلسوفٍ أَو مُتكلِّمٍ أَو عارفٍ ما ، تكشف عن مدىٰ هول وعظمة السَّاحة الْإلَهِيَّة وأَفعالها(1). إِذَنْ : البراهين والشُّهود والمُشاهدات لا تختصُّ بِعِلْمِ الفلسفة وعِلْمِ الكلام وعِلْمِ العرفان ، بل تشمل جميع العلوم . وعليه : فرُبَما يُثبِت الأَحْيَائيّ : التَّوحيد وسائر مباحث وحقائق أَبواب العقائد والمعارف كالنُّبُوَّة والإِمامة والمعاد بِعِلْمِ الأَحياء(2) . وهذا أَمر دارج ومعروف . وصلى الله على محمد واله الاطهار . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الحكمة الْإلَهِيَّة ـ الإِلٰهيَّات بالمعنىٰ الأَعم ـ ، وهي : الخطوط العامَّة للأُلوهيَّة والرؤية العقائديَّة والمعرفيَّة بتسالم جميع أَصحاب العلوم هي أَساس إِنطلاق جملة العلوم . (2) موضوع علم الأَحياء أَو (البيولوجيا) : نمو الأَجسام ، ونمو الشُّعور والإِحساس