الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (470) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (470) ، مَسَائِلُ وفَوَائِدُ وقَوَاعِدُ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَة / فَوَائِدٌ

03/05/2025


الدَّرْسُ (470) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (117) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « تعدُّد الأَحْكَام التَّكوينيَّة باللِّحَاظِ الذِّهْنِي » ؛ فإِنَّه قد يُعبَّر عن الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ للجسمانيَّات بـ : (الْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ) ، ومرادهم : الأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل . وهكذا قد يُعبَّر عن الأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ بـ : (الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ) ، ومرادهم أَيضاً : الْأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل . إِذَنْ : سوآء عُبِّر عن هذه الأَحْكَام بـ : (الْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ) أَو بـ : (الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ) فالمراد واحد . نعم ، هناك فارق بينهما باللِّحَاظ الذِّهْنِي ؛ فإِنَّ تسميتها بالْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ وذلك صفة للحُكْم بلحاظ آلة الِإدْرَاك ، وهو العقل ، فهذا وصف لآليَّة إِدْرَاك الحُكْم ، لا أَنَّه وصف لنفس الحُكْم ، بخلاف تسميتها بالْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ ؛ فإِنَّه وصف لنفس الحُكْم . وأَيضاً يُعبَّر عن الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ بالْأَحْكَامِ الْعَقَلِيَّةِ ؛ لتمييز الأَحْكَام التَّكوينيَّة الَّتي يُدْرِكها العقل من دون واسطة عن الْأَحْكَامِ التَّكوينيَّةِ الَّتي يُدْرِكها العقل أَيضاً ؛ لكن بتوسُّط العلوم التَّجريبيَّة في العلوم الطَّبيعيَّة ـ الفيزياء والكيمياء ـ فَيُدْرِكها العقل ، لكن بتوسُّط الآليَّات التَّجريبيَّة .ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : إِذَنْ : حقيقة أَحْكَام الفيزياء والكيمياء ليست أَحْكَاماً تجريبيَّة ، وإِنَّما أَحْكَامٌ تكوينيَّةٌ أَيضاً، لكنَّ العقل يُدْرِكها بتوسُّط التَّجربة، وتُسَمَّىٰ أَحكاماً تجريبيَّة بلحاظ آليَّة الإِثبات والإِحراز والِاكتشاف . إِذَنْ : هذا الوصف ـ كالأَحْكَام العقليَّة ـ وصف لآليَّة إِدْرَاك الحُكْم ، لا أَنَّه وصف لحقيقة الحُكْم وذاته ، وإِلَّا فالحُكْم في الثَّلاثة واحدٌ ، وهو (الحُكْم التَّكويني) . وبالجملة : الأَحْكَام التَّكوينيَّة قد يُعَبَّر عنها تارة بـ : (الأَحْكَام العقليَّة) ، وأُخرىٰ بـ : (الأَحْكَام التَّكوينيَّة) ، وثالثة بـ : (الأَحْكَام التَّجريبيَّة) والمراد واحدٌ . وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ