مَعَارِف إِلْهِيَّة : (482) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
15/05/2025
الدَّرْسُ (482) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الفَائِدَةُ : (127) / / الْفَارِقُ بين اِسْتِعْمَالَات فقه الشريعة وفقه الدِّين / إِنَّ اِسْتِعْمَالَات الوحي الواردة في أَبواب المعارف ليست على نسق اِسْتِعْمَالَاته في أَبواب الفروع ؛ لأَنَّ معاني الأَوَّل كمعارفه لا تختصُّ بالنشأة الأَرضيَّة، بل شاملة لمطلق العوالم والنَّشَآت . بخلاف الثاني ؛ فإِنَّه غالباً ما يختصُّ بهذه النَّشْأة . وهذا يرسم فارقاً مُهمّاً في اِسْتِعْمَالَات اللُّغويَّة الواردة في بيانات الوحي بين فقه المعارف وفقه الفروع . وهذا مؤيِّد ومُؤكِّدة لصحَّة القاعدة اللُّغويَّة المختارة : (خذ الغايات واترك المبادئ)(1) ؛ لأنَّ أَبواب الـمعارف ـ كهذه القاعدة ـ شاملة لـمطلق العوالم سواء كانت قبل هذه النشأة ـ كعَالَمِ : الذَّرّ والْمِيثَاق(2) ...... وعَالَمِ الأَظلَّة والأشباح ، وعَالَمِ الأَصلاب، والأَرحام ـ أَم في هذه النشأة أَم بعدها ـ كعَالَمِ : البرزخ ، وعَالَمِ الرَّجعة، وعَالَمِ القيامة، وعَالَمِ الآخرة الأَبديَّة ، وبعدها ـ .... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) سياتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى)بحثها وبيان ادلَّتها ؛ في كتاب : (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد النجفيَّة في معارف الْإمَامِيَّة ) ، ج1 : ص : 13 ـ 291 . (2) ينبغي صرف النَّظر في المقام إِلى الأُمور التَّالية : الأَمر الأَوَّل: / عوالم الذَّرّ جسمانيَّة بالجملة وعوالم الْمِيثَاق عوالم جسمانيَّة في الجملة / المستفاد من بيانات الوحي : أَنَّ عوالم الذَّرّ عوالم جسمانيَّة لطيفة . لكن : ليس بالضَّرورة أَنْ تكون عوالم الْمِيثَاق جسمانيَّة أَيضاً وإِنْ كانت مثاليَّة . الأَمر الثَّاني : / الذَّرُّ مادَّة جسمانيَّة أَسبق من مادَّة النُّطفة / يجد المُتَصفِّح لبيانات الوحي الُمتعرِّضة لعَالَم الذَّرّ: أَنَّ (الذَّرّ) مادَّة جسمانيَّة إِنسانيَّة أَسبق وأَشَفّ من مادَّة النُّطفة. الأَمر الثَّالث: / الذَّرُّ عَوالِـمٌّ / الوارد في بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ : أَنَّ هناك ذرّاً أَوَّل وذرّاً ثاني. الأَمر الرَّابع: / تسميات عَالَم الذَّرّ والْمِيثَاق الأَوَّل / يُسمَّىٰ عالم الذَّرّ الأَوَّل وعَالَم الْمِيثَاق في بيانات الوحي وأَبواب المعارف بأَسمآء أُخرىٰ، منها: (عَالَم الطينة)، و(عَالَم الأَظلَّة)، و(عَالَم الأَشباح). الأَمر الخامس: / المِيثَاقُ عقليٌّ ونوريٌّ / إِنَّه أُخذ على الإِنسان في بداية الخلقة والعوالم السَّالفة والصَّاعدة مِيثَاقٌ عقليٌّ وآخر نوريٌّ . ومعناه : أَنَّ ذات الإِنسان محكومةٌ بفِطْرَةٍ عقليَّةٍ وفِطْرَةٍ نوريَّةٍ