الرئيسية | دروس في المعارف الإلهية | دروس في المعارف الالهية ، من الدرس (401 ـ 600 ) المقصد الاول / المقدمة | مَعَارِف إِلْهِيَّة : (489) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

مَعَارِف إِلْهِيَّة : (489) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ

22/05/2025


الدَّرْسُ (489) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (131) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « التعاطي مع الاِعتبار والغفلة عن الحقيقة » ؛ فإِنَّ هناك مبحثاً لطالما أُكِّد عليه في أَبواب المعارف ، حاصله : « أَنَّ مصاديق المعاني الَّتي يتعاطاها أَهل الدُّنيا غالباً ما تكون اِعتباريَّة ومجازيَّة ، ويعيشون حالة الغفلة عن الحقيقيَّة منها ، والحال أَنَّ عَالَم الاِعتبار والمجاز مهدٌ تربويٌّ تُستفاق من خلاله الحقائق » . فالملكيَّة وما شاكلها من أَبواب المعاملات ، بل عامَّة فقه الفروع والأَسماء والأَقوال والكلمات والأَدبيَّات الفقهيَّة والقانونيَّة ، بل وغيرها الَّتي يُتعاطى بها في عَالَمِ الدُّنيا أُمورٌ اِعتباريَّةٌ لما وراءها من حقائق . ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى المطلب التالي : وخذ على ذلك المثال التَّالي : (الرِّفْعَةُ) و(الْعِزَّةُ)(1) ؛ فبحسب ما يتصوَّره ويتخيَّلَه أَرباب الهوى وأَبناء الدُّنيا : أَنَّهما يحصلان بكثرة : الأَولاد ، والأَتباع ، والأَموال ، والجاه ، والمظهر الخارجي الـمُمِيِّز . فلاحظ : ما أَشارت إِليه بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان قوله تعالى : [فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ](2). ثانياً : بيان قوله تقدَّس ذكره : [وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا](3). ومن ثَمَّ كان الظَّالم هو الأَعزُّ بحسب المحاسبات الدُّنيويَّة ؛ فيُحسب أَنَّ الرِّفْعَةَ والْعِزَّةَ تتمُّ من خلال : سفك الدِّماء ، وهتك الأَعراض ، ونهب الأَموال ، لكنَّ : واقعهما أَنَّهما : للَّـه عَزَّ وَجَلَّ ، ولسَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ، ولسائر أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ . فانظر : ما أَشارت إِليه بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله تعالى : [وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ] (4). 2ـ بيان قوله جلَّ قدسه : [وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا](5). ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يَجْدُرُ صرف النَّظر في المقام إِلى القضيَّتين التَّاليتين : الأُوْلَىٰ : / تداخل بين عناوين الفضائل والكمالات وأَضدادها/ يوجد غالباً بين عناوين الفضائل والكمالات ـ كالخضوع لِلّٰـه ولأَوليائه ـ وبين أَضدادها من عناوين الرذائل ـ كالذلِّ لغير اللّٰـه ولغير أَوليائه ـ تداخل وتشابه واشتباه. القضيَّة الثَّانية : /اِبْهَام في المباحث النَّظريَّة في عِلْمِ الأَخلاق/ /اِنعكاس المنظومة الأَخلاقيَّة على التَّشريعات القانونيَّة والحقوقيَّة/ إِنَّ كثير من المباحث النَّظريَّة في عِلْمِ الأَخلاق مُجملةٌ ومُبهمةٌ ، وليست معروفة في الأَوساط الْعِلْمِيَّةِ فضلاً عن غيرها . بعد الْاِلْتِفَات : أَنَّ المنظومةَ الأَخلاقيَّةَ : أَرضيَّةٌ لفلسفة : القانون والحقوق ، ومن ثَمَّ وقع اختلاف كثير ـ نتيجة عدم إِلمام المُشرِّع للقوانين والحقوق الوضعيَّة بالمنظومة الأَخلاقيَّة ـ بين نفس مُشرِّعي القوانين الوضعيَّة ، بل وبين نفس مُشرِّعي الحقوق الوضعيَّة ؛ وذلك بسبب اختلافهم في فلسفة قوانين المنظومة الأَخلاقيَّة والتَّنظير الأَخلاقي . (2) القصص : 79 . (3) الكهف : 34 . (4) المُنَافِقُون : 8 . (5) الفرقان : 27