مَعَارِف إِلْهِيَّة : (504) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
06/06/2025
الدَّرْسُ (504) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الفَائِدَة (141) ، ولازال البحث فيها ، وكانت تحت عنوان : « مُميِّزَات قوالب بيانات الوحي » ؛ فإِنَّ لقوالب بيانات الوحي مُـمَيِّزات ، منها : الأَوَّل : أَنَّها مرآة مهولة ، لا تنفد معانيها وحقائقها ، ولا تنتهي ولا تتناهىٰ عند حدٍّ أَزلاً وأَبداً . الثَّاني : أَنَّها تعصم شيئاً فشيئاً مَنْ يتمسَّك بها من الزَّيغ والزَّلل والِانحراف . الثَّالث : أَنَّها لا تدع لِمَنْ يتمسَّك بها ثغرةً ومجالاً للنقض عليه ، ويكون في حِصْنٍ حَصِين من تشكيك المُشَكِّكين ؛ وسهام المغرضين والمُعترضين . وهذه بعض مرادات كثير من بيانات وبراهين الوحي ، ووصل الكلام ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى البيان والبرهان الثالث : 3ـ بیان الإِمام الباقر عليه السلام : « إِنَّه ليس عند أَحَدٍ من حَقٍّ ولا صوابٍ وليس أَحد من النَّاس يقضي بقضاءٍ يصيب فيه الحقّ إِلَّا مفتاحه عَلِيّ ، فإِذا تشعَّبَت بهم الأُمور كان الخطأ من قبلهم والصواب من قبله أَو كما قال »(1). 4ـ بيان الإِمام الصَّادق عليه السلام : « ... فوالله لنحبّكم أَنْ تقولوا إِذا قلنا وتصمتوا إِذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم وبین الله »(2). 5ـ بيانه عليه السلام أَيضاً : « مَنْ دخل في هذا الدِّين بالرِّجَال أَخرجه مِنه الرِّجال كما أَدخلوه فيه ، وَمَنْ دخل فيه بالكتاب والسُّنَّة زالت الجبال قبل أَنْ يزول »(3). 6ـ بيانه عليه السلام أَيضاً ، عن محمَّد الحلبي ، قال : « قال لي أَبو عبدالله عليه السلام : إِنَّه مَنْ عرف دينه من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ زالت الجبال قبل أَنْ يزول ، ومَنْ دخل في أَمر بجهلٍ خرج منه بجهلٍ ، قلتُ : وما هو في كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ ؟ قال : قول الله عَزَّ وَجَلَّ : [مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا](4)، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ](5)، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ](6) ، وقوله تبارك اسمه : [إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ](7)، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا](8)، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : [يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ](9)، ومِنْ ذلك قول رسول الله لِعَلِيّ عليه السلام : « مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَعَلِيّ مولاه ، اللَّهُمَّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر مَنْ نصره ، واخذل مَنْ خذله ، وَأَحِبّ مَنْ أَحَبَّه ، وابغض من أَبغضه »(10) . ودلالة الجميع واضحة. ... وتتمَّة البحث تاتي (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الأَطهار. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) المصدر نفسه، 2: 95/ح35. (2) المصدر نفسه/ح37. (3) المصدر نفسه : 105/ح67. (4) الحشر: 7. (5) النساء: 80. (6) النساء: 59. (7) المائدة: 55. (8) النساء: 65. (9) المائدة: 67. (10) بحار الأَنوار، 23: 102ـ 103/ح11. بشارة المُصطفىٰ: 156ـ 157