مَعَارِف إِلْهِيَّة : (510) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
12/06/2025
الدَّرْسُ (510) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (144)/ / مَدْرَسَة النَّصِّ : تمسُّكٌ بقوالب بيانات الْوَحْي والغور فيها / إِنَّه حينما يُقال : إِنَّ مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ هي مَدْرَسَة النَّصِّ فليس معناه : حشويَّة وقشريَّة وحبوسيَّة علىٰ أَلفاظ نصوص بیانات الْوَحْي الْإلَهِيّ ؛ وإِلَّا كيف كانت أُمّ التَّأويل بالحقِّ باِعتراف الجميع، وإِنَّما معناه : التَّمَسُّك بقوالب بيانات الْوَحْي ، والغور في لُباب بحور وأَغوار معانيها الطَّمطَامة المُتلاطمة غير المتناهية ؛ فيكون أُفق مَدْرَسَة النَّصِّ ـ وهي مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ـ غير متناهٍ أَيضاً . وهذا هو معنىٰ قاعدة : (التَّوقُّفيَّة)، أَو (التَّوقيتيَّة)، أَو (التَّعبُّديَّة) الواردة في باب الأَسماء والصِّفات الْإِلَهِيَّةِ ، بل وسائر أَبْوَابٍ الْمَعَارِف الْإِلَهِيَّة ؛ فمِن جهةٍ يُتْمَسَّك بالنَّصِّ الوحياني ؛ ولا يُعْمَل الرَّأْي علىٰ خلافه ، ومِنْ جهةٍ أُخرىٰ يُفتح باب الاِجتهاد والغوص والغور في درجات وطبقات المعاني غير المتناهية لقوالب بيانات الْوَحْي الْإلَهِيّ . ويُعبَّر عن هذا المنهج بـ: «علم التَّحليل». ويحتاج الباحث في هذا المنهج إِلى : (تضلُّع) و(نباهة) و(التفات سريع) و(قدرة تحليلية للمعاني). وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ