مَعَارِف إِلْهِيَّة : (513) ، مَسَائِلٌ وفَوَائِدٌ وقَوَاعِدٌ في مَعَارِفِ الإمَامِيَّة/ الْمُقَدَّمَةُ / فَوَائِدٌ
15/06/2025
الدَّرْسُ (513) / بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلَّىٰ الله على مُحَمَّد وآله الطَّاهِرِين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعْدَائِهِمْ أَجَمْعَيْن ، وَصَل بِنَا البَحْثُ ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) في الدَّرْسِ (201 ) الى مُقَدَّمَةِ (المَسَائِل والفَوَائِد والقَوَاعِد الْعَقَائِدِيَّة والمَعْرِفِيَّة ، الْمُسْتَفَادة من عَقَائِدِ و مَعَارِفِ الإمَامِيَّة ؛عَقَائِد و مَعَارِف مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ) ، وقَبْلَ الدُّخُول في صَمِيمِ الْبَحْث لابُدَّ من تَقْديم تَنْبِيهَات وفَوَائِد وقَوَاعِد عِلْمِيَّة ومَعْرِفِيَّة ؛ تسهيلا لهضم تلك المَسَائِل والمطالب ، وتَقَدَّمَ : أَوَّلاً (74) تَنْبِيهاً ، من الدَّرْسِ(202 ـ 313) ، وسنذكر (إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى) ثانياً من الدَّرْسِ(314)(700) فَائِدَةً تقريباً ، ووصلنا ( بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى) الى الْفَائِدَةِ التالية : / الْفَائِدَةُ : (147)/ / خطورة ما موجود بين أَيدينا من بيانات الوحي / إِنَّه يغبطنا الآن ونحن في هذه النَّشأة الأَرضيَّة أَهل البرزخ ، بل وسائر المخلوقات علىٰ ما تحويه أَيادينا من بحور علوم ومعارف القرآن الكريم وتُراث مَدْرَسَة أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غير المتناهية ؛ والمُشار إِلَيْهَا في بيانات الوحي ، منها : 1ـ بيان قوله تقدَّس ذکره : [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}( 1) . 2ـ بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ... وهذا كُلّه لآل محمَّد لا يُشاركهم فيه مُشارك ... علم الأَنبياء في علمهم، وسرّ الأَوصياء في سرِّهم وعزّ الأَولياء في عزّهم كالقطرة في البحر ، والذَّرَّة في القفر ... » (2) . 3ـ بيان الإِمام أَبي الحسن صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُخاطباً عَلِيّ بن أَبي حمزة ، قال : « ... لا تعجب ، فَمَا خفي عليكَ من أَمر الإِمام أَعجب وَأَكثر ، وما هذا من الإِمام في علمه إِلَّا كطيرٍ أَخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماءٍ ، أَفترىٰ الَّذي أَخذ بمنقاره نقص من البحر شيئاً ؟ قال : فإِنَّ الإِمام بمنزلة البحر لا ينفد ما عنده ، وعجائبه أَكثر من ذلك ، والطير حين أَخذ من البحر قطرة بمنقاره لم ينقص من البحر شيئاً ، كذلك العَالِم لا ينقصه علمه شيئاً ، ولا تنفد عجائبه » (3). ودلالتها واضحة . وبالجملة : أَنَّ بيانات الوحي الموجودة بين أَيدينا أَصحرت بمعلومات وعلوم ومعارف وحقائق خطيرة ومهولة جِدّاً لم تُشَمَّ رائحتها من قَبْل قَطُّ ، بل لم تُشَمَّ رائحة بعضها إِلى الآن ، بل ولن تُشَمّ رائحة بعض طبقات ومراتب علومها ومعارفها ومعانيها وحقائقها الصَّاعدة وغير المتناهية ؛ وذلك لقصور مِكْنَة المخلوقات وقدراتها وإِدْرَاكَاتها، سوآء أَكان ذلك المخلوق مَلَكاً مُقرَّباً ـ كـ : جبرئيل عليه السلام ـ أَم نبيّاً مُرسلاً ـ كـ : النَّبِيِّ إِبراهيم عليه السلام ـ أَم مؤمناً ممتحناً ـ كـ : سلمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ . فانظر : بيانات الوحي ، منها : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، عن أَبي الصَّامت ، قال : « سمعتُ أَبا عبدالله عليه السلام يقول : إِنَّ من حديثنا مالا يحتمله مَلَك مُقَرَّب ، ولا نَبِيٌّ مُرسَل ، ولا عبد مؤمن . قلتُ : فَمَنْ يحتمله ؟ قال : نحن نحتمله »(4) . ودلالته واضحة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لقمان: 27. (2)بحار الأَنوار، 25: 173/ح38. (3) المصدر نفسه ، 26: 190ـ 191/ح2. قرب الإِسناد: 144. (4) بحار الأَنوار، 2: 193/ح36